بـلاد العرب شبه جزيرة، تقع جنوبى غربى قارة آسيا، يحدها البحر الأحـمر مـن الغـرب، والخــليـج العربـى من الشرق، و بحر العرب و المحيط الهندى من الجنوب، وبـاديـة الشـام من الشمـال، و تبلغ مسـاحتها أكثر من مليونى كيلو متر مربع، و يقسمها الجغرافيون إلى خمسة أقاليم رئيسية هى
- إقـليم تِهـامَة: وهو شريط سـاحـلى يطـل عـلى البحر الأحمر، وسمى بتهامة لارتفاع درجة حرارته، وركود هوائه
- إقـليم الحجـاز: ويقع شرقى تهامة، ويمتد من الشام شمالاً إلى اليمن جنوبًا، وتقع عـليه سلسلة جبال السراة، وسُمِّى بالحجاز؛ لأنه يحجز بين تهـامة فى الغرب ونجد فى الشرق. وتقع فى هذا الإقليم مكة المكرمة، والمدينة المنورة
- إقــليـم نـجد: ويـقع شـرقــى الحـجــاز ويـمتـد مـن صحراء بـاديـة السمـاوة شمـالاً حتـى قرب حدود اليمن جنوبًا، وسُمِّى نجدًا؛ لارتفاع أرضه
- إقـليم العروض: وهو الجزء الشرقـى من شبه الجزيرة العربية، ويطل على الخليج العربى
- إقليم اليمن : و هو الجزء الجنوبى الغربى من شبه الجزيرة العربية. وهـذه المـســاحــة الكبيرة ذات طبيعـة صحراويـة، لا يجرى فيهـا نهر واحـد، ولا تـسقـط الأمـطـار إلا نـادرًا، بـاستثنـاء إقـليم اليمن الذى تسقط فيه بعض الأمطـار الموسميـة، وبخـاصـة فـى فصل الصيف، مما يسَّر لأهـلهـا حيـاة مستقرة نتيجة اشتغالهم بالزراعة، وساعدهم على إقـامـة حكومات منظمة، وإقامة حضارة راقية، وقد اشتهر هذا الإقليم باليمن السعيد
أمـا بقيـة أجزاء شبه الجزيرة العربيـة فقد قلَّت فيها الزراعة أو كادت تنعدم؛ لندرة المياه عدا بعض الواحات التى بها عيون للمياه، ساعدت عـلى نمو الحشـائش التـى ترعـاهـا المـاشية، وزراعة بعض المحاصيل كالشعير والقمح
مكة المكرمة
تقع مكـة المكرمـة فى إقليم الحجاز، شرقى مدينة جدة بنحو سـبعـين كيـلو مترًا، وترتبط نشـأتهـا بقصـة إبراهيم الخـليـل وابنه إسمـاعيـل عـليهمـا السلام، حيث أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم أن يذهب بـابنه إسمـاعيـل إلى الوادى الذى نشـأت فيه مكـة؛ وأن يـسكـنه فـيه، فـامتثـل إبراهيم لأمر الله، وارتحـل إلى ذلك الوادى و كــان قـفرًا ليـس بـه زرع أو مــاء، خـاليًا من السكـان، وترك زوجه هـاجر وابنهـا الطفـل إسماعيل، وفى هذا يقول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ربنا إنى أسكنت من ذريتى بوادٍ غير ذى زرعٍ عند بيتك المحرم . إبراهيم : 37
وإكرامًا لإسمـاعيـل فجَّر الله - تعالى - بئر زمزم، بعد أن يئست أمه هــاجـر مـن وجـود المـاء، وهـى تسعـى بـاحثـة عنه بين صخرتـى الصفا و المروة، وقد أصبح السعى بينهما ركنًا من أركان الحج
كـان وجود المـاء فـى هذا المكـان عجبًا، فجذب القبـائـل التـى كانت تـسكـن بــالقرب منه، وهـى قبـائـل جُرهم فجـاءوا إلى هـاجر، و طـلبوا منهـا السمـاح لهم بـأن ينتفعوا بماء زمزم، فأذنت لهم ورحَّبت بهم؛ ليـؤنسوا وحدتهـا هـى و ابنهـا، وبدءوا يقيمون بيوتهم حول بئر زمـزم، ومـن هـنــا كــانت نشـأة مكـة المكرمـة، وفيهـا عـاشت هــاجر وابنهـا إسمـاعيـل بين قبـائـل جرهم، ولمـا كبر تزوج منهم، وأنجب أولاده الذين هم أجداد العرب المستعربة. واتسعت مكـة شيئًا فشيئًا، وزحف إليهـا العمران، وذاعت شهرتهـا بـين المدن، بعد أن أمر الله - تعـالى- إبراهيم - عـليه السـلام - فـى إحدى زيـاراته لابنه إسمـاعيـل ببناء الكعبة المشرفة، فأصبحت مكة مكانًا مقدسًا، وزادها الله تشريفًا بهذا البناء
والكعبـة التـى بنـاها نبى الله إبراهيم - عليه السلام - بناء مربع الشـكــل تقريبًا، يبـلغ ارتفـاعه نحو خمسـة عشر مترًا، وعرض جداريه الشمـالى والجنوبـى نحو عشرة أمتـار، والشرقى والغربى اثنا عشر مترًا
ويقع بـاب الكعبـة فـى الجدار الشرقـى، وفى الطرف الجنوبى منه يقع الحجر الأسود، وهـى منذ بنـائهـا مثابة للناس وأمن، كما أخبر بـذلك الله - تعـالى - فـى القرآن الكريم، وظـلت قبـائـل جُرهُم تقوم عـلى خدمة الكعبة، و رعاية حجاجها، إلى أن ضعفت، فحلَّ مكانها فـى تـلك المهمة قبائل خزاعة، التى ضعفت هى الأخرى بعد فترة، فخـلفتهـا قبيـلة قريش بزعـامة قصى بن كلاب الجد الرابع للنبي صـلى الله عليه وسلم فأسس دار الندوة فى مكة، وهى أشبه ما يـكون بـبرلمــان صغير، يتشـاور فيه زعمـاء قريش حول شئونهـا، و نظَّم قُصـىَّ بن كـلاب السقـايـة، وهـى جلب الماء للحجاج من آبار بـعيـدة، بـعد أن ردمـت قـبــائـل جُرهُم بئر زمزم عندمـا غـلبتهـا خزاعـة عـلى أمرهـا وتركت مكـة، واهتم بـالسدانـة، و بالرفادة و هــى إطـعـام الحجـاج، و بـالحجـابـة وهـى خدمـة الكعبـة وتولى مفاتيحها، وباللواء وهو راية الحرب، وكان ذلك كله فى يد قصى، ولكن بعد وفاته قُسمت هذه المناصب بين أحفاده
أحوال العرب قبل الإسلام
يُقسم علماء الأنساب العرب إلى
- عرب بـائدة؛ وهم الذين هلكوا ولم يبق من نسلهم أحد، مثل: عاد، و ثمود و طُسُم، و غيرهم
- عرب باقية، وهم قسمان
أ - عـرب عــاربــة، وهـم أهـل اليمن الذين ينسبون إلى يعرب ابن قحطان
ب - وعـرب مـستعربـة، وهم الذين ينسبون إلى عدنـان الذى يتصـل نسبه بـإسمـاعيـل بن إبراهيم عـليهمـا السـلام، وسُمُّوا مستعربة؛ لأن أبـاهم غير عربـى وهو إسمـاعيـل - عليه السلام - وأمهم عربية من جُرهُم
أحوال العرب السياسية
عرفت بـلاد العرب الحياة السياسية المنظمة قبل الإسلام، وبخاصة فى اليمن، حيث الزراعـة والاستقرار، فقامت فيها دول كثيرة متعاقبة،
مثـل: دولة معين، ودولة قُتبـان، ودولة سبـأ التـى سُميت بها سورة من سور القرآن الكريم، ودولة حمير التـى ظـلت قـائمـة حتى احتـلتهـا الحبشـة فـى بدايـة القرن السـادس الميـلادى، ثم استولى عــليـهــا الفرس، وظـلت كذلك إلى أن حررهـا الإسـلام من الاحتـلال الفارسى، و أسلم أهلها
وقـامت فـى اليمن حضـارة عظيمـة، فـاشتهرت ببناء السدود كسد مـأرب، لخزن ميـاه الأمطـار لاستخدامهـا فـى الزراعة، وازدهرت فيها التـجــارة؛ بسبب موقعهـا الجغرافـى المتميز عـلى المدخـل الجنوبـى للبـحر الأحـمر؛ مـمــا جعـلهـا مركزًا تجـاريّاً كبيرًا بين الشرق الأقصـى و شرقى إفريقيا بل وأوربا
وبعد انهيـار سد مـأرب وتدهور الحيـاة الاقتصادية هاجر العرب من اليـمن إلى أطـراف شـبه الجـزيـرة العربيـة فـى الشمـال، وأقـاموا إمـارات عربيـة، ظـلت قـائمة إلى ما بعد ظهور الإسلام، فنشأت إمارة المنـاذرة فى العراق، وكانت عاصمتها مدينة الحيرة، وإمارة الغساسنة فى جنوب الشام. وكـانت هنـاك إمارات عربية أخرى فى شرقى شبه الجزيرة العربية، فــى البـحرين و اليمن، و فـى جنوبهـا الشرقـى فـى عمـان، و كـلهـا أسـلمت فـى عهد الرسول صـلى الله عـليه و سـلم، و أصبحت جزءًا من الدولة الإسلامية
- إقـليم تِهـامَة: وهو شريط سـاحـلى يطـل عـلى البحر الأحمر، وسمى بتهامة لارتفاع درجة حرارته، وركود هوائه
- إقـليم الحجـاز: ويقع شرقى تهامة، ويمتد من الشام شمالاً إلى اليمن جنوبًا، وتقع عـليه سلسلة جبال السراة، وسُمِّى بالحجاز؛ لأنه يحجز بين تهـامة فى الغرب ونجد فى الشرق. وتقع فى هذا الإقليم مكة المكرمة، والمدينة المنورة
- إقــليـم نـجد: ويـقع شـرقــى الحـجــاز ويـمتـد مـن صحراء بـاديـة السمـاوة شمـالاً حتـى قرب حدود اليمن جنوبًا، وسُمِّى نجدًا؛ لارتفاع أرضه
- إقـليم العروض: وهو الجزء الشرقـى من شبه الجزيرة العربية، ويطل على الخليج العربى
- إقليم اليمن : و هو الجزء الجنوبى الغربى من شبه الجزيرة العربية. وهـذه المـســاحــة الكبيرة ذات طبيعـة صحراويـة، لا يجرى فيهـا نهر واحـد، ولا تـسقـط الأمـطـار إلا نـادرًا، بـاستثنـاء إقـليم اليمن الذى تسقط فيه بعض الأمطـار الموسميـة، وبخـاصـة فـى فصل الصيف، مما يسَّر لأهـلهـا حيـاة مستقرة نتيجة اشتغالهم بالزراعة، وساعدهم على إقـامـة حكومات منظمة، وإقامة حضارة راقية، وقد اشتهر هذا الإقليم باليمن السعيد
أمـا بقيـة أجزاء شبه الجزيرة العربيـة فقد قلَّت فيها الزراعة أو كادت تنعدم؛ لندرة المياه عدا بعض الواحات التى بها عيون للمياه، ساعدت عـلى نمو الحشـائش التـى ترعـاهـا المـاشية، وزراعة بعض المحاصيل كالشعير والقمح
مكة المكرمة
تقع مكـة المكرمـة فى إقليم الحجاز، شرقى مدينة جدة بنحو سـبعـين كيـلو مترًا، وترتبط نشـأتهـا بقصـة إبراهيم الخـليـل وابنه إسمـاعيـل عـليهمـا السلام، حيث أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم أن يذهب بـابنه إسمـاعيـل إلى الوادى الذى نشـأت فيه مكـة؛ وأن يـسكـنه فـيه، فـامتثـل إبراهيم لأمر الله، وارتحـل إلى ذلك الوادى و كــان قـفرًا ليـس بـه زرع أو مــاء، خـاليًا من السكـان، وترك زوجه هـاجر وابنهـا الطفـل إسماعيل، وفى هذا يقول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ربنا إنى أسكنت من ذريتى بوادٍ غير ذى زرعٍ عند بيتك المحرم . إبراهيم : 37
وإكرامًا لإسمـاعيـل فجَّر الله - تعالى - بئر زمزم، بعد أن يئست أمه هــاجـر مـن وجـود المـاء، وهـى تسعـى بـاحثـة عنه بين صخرتـى الصفا و المروة، وقد أصبح السعى بينهما ركنًا من أركان الحج
كـان وجود المـاء فـى هذا المكـان عجبًا، فجذب القبـائـل التـى كانت تـسكـن بــالقرب منه، وهـى قبـائـل جُرهم فجـاءوا إلى هـاجر، و طـلبوا منهـا السمـاح لهم بـأن ينتفعوا بماء زمزم، فأذنت لهم ورحَّبت بهم؛ ليـؤنسوا وحدتهـا هـى و ابنهـا، وبدءوا يقيمون بيوتهم حول بئر زمـزم، ومـن هـنــا كــانت نشـأة مكـة المكرمـة، وفيهـا عـاشت هــاجر وابنهـا إسمـاعيـل بين قبـائـل جرهم، ولمـا كبر تزوج منهم، وأنجب أولاده الذين هم أجداد العرب المستعربة. واتسعت مكـة شيئًا فشيئًا، وزحف إليهـا العمران، وذاعت شهرتهـا بـين المدن، بعد أن أمر الله - تعـالى- إبراهيم - عـليه السـلام - فـى إحدى زيـاراته لابنه إسمـاعيـل ببناء الكعبة المشرفة، فأصبحت مكة مكانًا مقدسًا، وزادها الله تشريفًا بهذا البناء
والكعبـة التـى بنـاها نبى الله إبراهيم - عليه السلام - بناء مربع الشـكــل تقريبًا، يبـلغ ارتفـاعه نحو خمسـة عشر مترًا، وعرض جداريه الشمـالى والجنوبـى نحو عشرة أمتـار، والشرقى والغربى اثنا عشر مترًا
ويقع بـاب الكعبـة فـى الجدار الشرقـى، وفى الطرف الجنوبى منه يقع الحجر الأسود، وهـى منذ بنـائهـا مثابة للناس وأمن، كما أخبر بـذلك الله - تعـالى - فـى القرآن الكريم، وظـلت قبـائـل جُرهُم تقوم عـلى خدمة الكعبة، و رعاية حجاجها، إلى أن ضعفت، فحلَّ مكانها فـى تـلك المهمة قبائل خزاعة، التى ضعفت هى الأخرى بعد فترة، فخـلفتهـا قبيـلة قريش بزعـامة قصى بن كلاب الجد الرابع للنبي صـلى الله عليه وسلم فأسس دار الندوة فى مكة، وهى أشبه ما يـكون بـبرلمــان صغير، يتشـاور فيه زعمـاء قريش حول شئونهـا، و نظَّم قُصـىَّ بن كـلاب السقـايـة، وهـى جلب الماء للحجاج من آبار بـعيـدة، بـعد أن ردمـت قـبــائـل جُرهُم بئر زمزم عندمـا غـلبتهـا خزاعـة عـلى أمرهـا وتركت مكـة، واهتم بـالسدانـة، و بالرفادة و هــى إطـعـام الحجـاج، و بـالحجـابـة وهـى خدمـة الكعبـة وتولى مفاتيحها، وباللواء وهو راية الحرب، وكان ذلك كله فى يد قصى، ولكن بعد وفاته قُسمت هذه المناصب بين أحفاده
أحوال العرب قبل الإسلام
يُقسم علماء الأنساب العرب إلى
- عرب بـائدة؛ وهم الذين هلكوا ولم يبق من نسلهم أحد، مثل: عاد، و ثمود و طُسُم، و غيرهم
- عرب باقية، وهم قسمان
أ - عـرب عــاربــة، وهـم أهـل اليمن الذين ينسبون إلى يعرب ابن قحطان
ب - وعـرب مـستعربـة، وهم الذين ينسبون إلى عدنـان الذى يتصـل نسبه بـإسمـاعيـل بن إبراهيم عـليهمـا السـلام، وسُمُّوا مستعربة؛ لأن أبـاهم غير عربـى وهو إسمـاعيـل - عليه السلام - وأمهم عربية من جُرهُم
أحوال العرب السياسية
عرفت بـلاد العرب الحياة السياسية المنظمة قبل الإسلام، وبخاصة فى اليمن، حيث الزراعـة والاستقرار، فقامت فيها دول كثيرة متعاقبة،
مثـل: دولة معين، ودولة قُتبـان، ودولة سبـأ التـى سُميت بها سورة من سور القرآن الكريم، ودولة حمير التـى ظـلت قـائمـة حتى احتـلتهـا الحبشـة فـى بدايـة القرن السـادس الميـلادى، ثم استولى عــليـهــا الفرس، وظـلت كذلك إلى أن حررهـا الإسـلام من الاحتـلال الفارسى، و أسلم أهلها
وقـامت فـى اليمن حضـارة عظيمـة، فـاشتهرت ببناء السدود كسد مـأرب، لخزن ميـاه الأمطـار لاستخدامهـا فـى الزراعة، وازدهرت فيها التـجــارة؛ بسبب موقعهـا الجغرافـى المتميز عـلى المدخـل الجنوبـى للبـحر الأحـمر؛ مـمــا جعـلهـا مركزًا تجـاريّاً كبيرًا بين الشرق الأقصـى و شرقى إفريقيا بل وأوربا
وبعد انهيـار سد مـأرب وتدهور الحيـاة الاقتصادية هاجر العرب من اليـمن إلى أطـراف شـبه الجـزيـرة العربيـة فـى الشمـال، وأقـاموا إمـارات عربيـة، ظـلت قـائمة إلى ما بعد ظهور الإسلام، فنشأت إمارة المنـاذرة فى العراق، وكانت عاصمتها مدينة الحيرة، وإمارة الغساسنة فى جنوب الشام. وكـانت هنـاك إمارات عربية أخرى فى شرقى شبه الجزيرة العربية، فــى البـحرين و اليمن، و فـى جنوبهـا الشرقـى فـى عمـان، و كـلهـا أسـلمت فـى عهد الرسول صـلى الله عـليه و سـلم، و أصبحت جزءًا من الدولة الإسلامية