قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة -
حديث رقم (133): ( إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم ، وأمره أن يكتب كل شيء يكون ) .
في الحديث إشارة إلى رد ما يتناقله الناس , حتى
صار ذلك عقيدة راسخة في قلوب كثير منهم , وهو أن النور المحمدي هو أول ما
خلق الله تبارك وتعالى , وليس لذلك أساس من الصحة , وحديث عبدالرزاق غير
معروف إسناده , ولعلنا نفرده بالكلام في الأحاديث الضعيفة إن شاء الله
تعالى .
وفيه رد على من يقول بأن العرش هو أول مخلوق , ولا
نص في ذلك عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وإنما يقول به
من قال كابن تيمية وغيره استنباطاً واجتهاداً , فالأخذ بهذا الحديث – وفي
معناه أحاديث أخرى – أولى , لأنه نص في المسألة , ولا اجتهاد في مورد النص
كما هو معلوم .
وتأويله بأن القلم مخلوق بعد العرش باطل , لأنه
يصح مثل هذا التأويل لو كان هناك نص قاطع على أن العرش أول المخلوقات كلها
, ومنها القلم , أما ومثل هذا النص مفقود , فلا يجوز هذا التأويل .
وفيه رد أيضاً على من يقول بحوادث لا أول لها ,
وأنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق قبله , وهكذا إلى ما لا بداية له ,
بحيث لا يمكن أن يقال : هذا أول مخلوق , فالحديث يبطل هذا القول , ويعين
أن القلم أول مخلوق , فليس قبله قطعاً أي مخلوق .
ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله في الكلام في رده
على الفلاسفة محاولاً إثبات حوادث لا أول لها , وجاء في أثناء ذلك بما
تحار فيه العقول , ولا تقبله أكثر القلوب , حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن
المخلوقات قديمة لا أول لها , مع أنه يقول ويصرح بأن ما من مخلوق إلا وهو
مسبوق بالعدم , ولكنه مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له ,
كما يقول هو وغيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية , فذلك القول منه غير
مقبول , بل هو مرفوض بهذا الحديث , وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه
الله هذا المولج , لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام الذي تعلمنا
منه التحذير والتنفير منه , ولكن صدق الإمام مالك رحمه الله حين قال : ( ما منا من أحد إلا رد عليه إلا صاحب هذا القبر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .
رحم الله الامام محمد ناصر الدين الالباني
و الامام ابن تيمية
و الامام مالك
حديث رقم (133): ( إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم ، وأمره أن يكتب كل شيء يكون ) .
في الحديث إشارة إلى رد ما يتناقله الناس , حتى
صار ذلك عقيدة راسخة في قلوب كثير منهم , وهو أن النور المحمدي هو أول ما
خلق الله تبارك وتعالى , وليس لذلك أساس من الصحة , وحديث عبدالرزاق غير
معروف إسناده , ولعلنا نفرده بالكلام في الأحاديث الضعيفة إن شاء الله
تعالى .
وفيه رد على من يقول بأن العرش هو أول مخلوق , ولا
نص في ذلك عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وإنما يقول به
من قال كابن تيمية وغيره استنباطاً واجتهاداً , فالأخذ بهذا الحديث – وفي
معناه أحاديث أخرى – أولى , لأنه نص في المسألة , ولا اجتهاد في مورد النص
كما هو معلوم .
وتأويله بأن القلم مخلوق بعد العرش باطل , لأنه
يصح مثل هذا التأويل لو كان هناك نص قاطع على أن العرش أول المخلوقات كلها
, ومنها القلم , أما ومثل هذا النص مفقود , فلا يجوز هذا التأويل .
وفيه رد أيضاً على من يقول بحوادث لا أول لها ,
وأنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق قبله , وهكذا إلى ما لا بداية له ,
بحيث لا يمكن أن يقال : هذا أول مخلوق , فالحديث يبطل هذا القول , ويعين
أن القلم أول مخلوق , فليس قبله قطعاً أي مخلوق .
ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله في الكلام في رده
على الفلاسفة محاولاً إثبات حوادث لا أول لها , وجاء في أثناء ذلك بما
تحار فيه العقول , ولا تقبله أكثر القلوب , حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن
المخلوقات قديمة لا أول لها , مع أنه يقول ويصرح بأن ما من مخلوق إلا وهو
مسبوق بالعدم , ولكنه مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له ,
كما يقول هو وغيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية , فذلك القول منه غير
مقبول , بل هو مرفوض بهذا الحديث , وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه
الله هذا المولج , لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام الذي تعلمنا
منه التحذير والتنفير منه , ولكن صدق الإمام مالك رحمه الله حين قال : ( ما منا من أحد إلا رد عليه إلا صاحب هذا القبر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .
رحم الله الامام محمد ناصر الدين الالباني
و الامام ابن تيمية
و الامام مالك