الرضوان

أهلا ً و مرحبا ً بكم .. منتديات الرضوان سات.. ترحب بكم .


. بكل الحب معكم نتواصل .. أتمنى لكم قضاء


أوقاتا ً ملؤها الفائده و الإفاده .. دمتم لنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الرضوان

أهلا ً و مرحبا ً بكم .. منتديات الرضوان سات.. ترحب بكم .


. بكل الحب معكم نتواصل .. أتمنى لكم قضاء


أوقاتا ً ملؤها الفائده و الإفاده .. دمتم لنا

الرضوان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

((عالم الستالايات والبرامج وكل ما هو جديد فى المراحل التعليمية ))


    القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها

    حسن رضوان
    حسن رضوان
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 600
    نقاط : 7082
    تاريخ التسجيل : 27/03/2009
    العمر : 55
    الموقع : https://hmma.ahlamontada.com

    القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها Empty القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها

    مُساهمة من طرف حسن رضوان الأحد يونيو 21, 2009 2:54 am

    القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها
    -من إملاءات سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله-
    الحمد
    لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على
    عبده ورسوله وخليله، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد
    الله، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين،

    أما بعد:
    فلا ريب أن سلامة العقيدة
    أهم الأمور، وأعظم الفرائض، ولهذا رأيت أن يكون عنوان هذه الكلمة:
    "القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها".

    العقيدة: هي ما يعتقده الإنسان ويدين به من خير وشر، من فساد وصلاح.

    والمطلوب:
    هو التمسك بالعقيدة الصحيحة، وما يجب على العبد في ذلك؛ لأن في هذا العالم
    عقائد كثيرة، كلها فاسدة إلا العقيدة التي جاء بها كتاب الله، وسنة رسوله
    صلى الله عليه وسلم، وهي العقيدة الإسلامية الصافية النقية من شوائب الشرك
    والبدع والمعاصي، هذه هي العقيدة التي جاء بها كتاب الله، ودلت عليها سنة
    رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الإسلام.

    قال الله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[1]، وقال عز وجل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[2]. فالإسلام هو دين الله لا يقبل من أحد سواه، قال الله عز وجل: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[3]، وهو دين الأنبياء كلهم.
    فهو دين آدم أبينا عليه
    الصلاة والسلام، وهو دين الأنبياء بعده نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى،
    وداود، وسليمان، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، ودين غيرهم من الأنبياء عليهم
    الصلاة والسلام، وهو دين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي بعثه الله
    به للناس عامة، قال النبي عليه الصلاة والسلام:
    ((الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد))
    [4]، وفي لفظ: ((أولاد علّات))
    والمعنى: أن دين الأنبياء واحد وهو توحيد الله، والإيمان بأنه رب
    العالمين، وأنه الخلاق العليم، وأنه المستحق للعبادة دون كل ما سواه،
    والإيمان بالآخرة والبعث والنشور، والجنة والنار والميزان، وغير هذا من
    أمور الآخرة، أما الشرائع فهي مختلفة، وهذا معنى "أولاد علّات" أولاد
    لضرّات، كنى بهذا عن الشرائع، كما قال سبحانه:
    لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا
    [5]. إخوة الأب: أبوهم واحد وأمهاتهم متفرقات، هكذا الأنبياء دينهم واحد وهو توحيد الله والإخلاص له.
    وهو معنى "لا إله إلا
    الله"، وهو إفراد الله بالعبادة، والإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله،
    وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وما يتفرع بعد ذلك من البعث والنشور،
    والجنة والنار، والميزان والحساب والصراط، وغير هذا.

    هكذا الأنبياء دينهم واحد،
    كلهم جاءوا بهذا الأمر - عليهم الصلاة والسلام - ولكن الشرائع تفرقت،
    بمثابة الأولاد لأمهات العلات، فشريعة التوراة فيها ما ليس في شريعة
    الإنجيل، وفي الشرائع التي قبلها أشياء ليست فيها، وفي شريعة نبينا محمد
    صلى الله عليه وسلم أشياء غير ما في التوراة والإنجيل، فقد يسر الله على
    هذه الأمة وخفف عنها الكثير، كما قال جل وعلا:
    وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
    [6]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((بعثت بالحنيفية السمحة))، فالله بعثه بشريعة سمحة ليس فيها آصار، وليس فيها أغلال، وليس فيها حرج، كما قال سبحانه: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ[7]،
    كان أتباع الشرائع الماضية قبل شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم لا يتيممون
    عند فقد الماء، بل يؤخرون الصلوات ويجمعونها حتى يجدوا الماء، ثم يتوضئون
    ويصلون، وجاء في هذه الشريعة المحمدية التيمم، فمن عدم الماء أو عجز عنه
    تيمم بالتراب وصلى، وجاء في ذلك أنواع كثيرة من التيسير والتسهيل.

    وكان كل نبي يبعث إلى قومه
    خاصة، وبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة، إلى الجن
    والإنس، والعرب والعجم، وجعله الله خاتم الأنبياء. وكان من قبلنا لا يصلون
    إلا في بيعهم ومساجدهم ومحلات صلاتهم، أما في هذه الشريعة المحمدية فإنك
    تصلي حيث كنت، في أي أرض الله حضرت الصلاة صليت، في أي أرض الله من
    الصحاري والقفار، كما قال عليه الصلاة والسلام:
    ((وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً))
    [8].
    فالشريعة الإسلامية التي
    جاء بها نبينا صلى الله عليه وسلم شريعة واسعة ميسرة ليس فيها حرج ولا
    أغلال، ومن ذلك المريض لا يلزمه الصوم، بل له أن يفطر ويقضي، والمسافر
    يقصر الصلاة الرباعية، ويفطر في رمضان، ويقضي الصوم، كما قال الله عز وجل:
    وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
    [9]،
    والمصلي إن عجز عن القيام صلى قاعداً، وإن عجز عن القعود صلى على جنبه،
    وإن عجز عن الصلاة على جنبه صلى مستلقياً، كما صحت بذلك السنة عن رسول
    الله صلى الله عليه وسلم.

    وإذا لم يجد من الأكل ما يسد رمقه من الحلال جاز له أن يأكل من الميتة ونحوها ما يسد رمقه حتى لا يموت.
    فالعقيدة الإسلامية هي
    توحيد الله والإخلاص له سبحانه، والإيمان به، وبرسله، وبكتبه، وبملائكته،
    وباليوم الآخر من البعث والنشور، ومن الجنة والنار وغير ذلك من أمور
    الآخرة، والإيمان بالقدر خيره وشره، وأنه سبحانه قدر الأشياء، وعلمها
    وأحاط بها، وكتبها عنده سبحانه وتعالى. ومن أركان الإسلام الصلاة،
    والزكاة، والصيام، والحج. ومن واجباته وفرائضه الجهاد في سبيل الله،
    والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وصدق
    الحديث، وأداء الأمانة، إلى غير ذلك.
    حسن رضوان
    حسن رضوان
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 600
    نقاط : 7082
    تاريخ التسجيل : 27/03/2009
    العمر : 55
    الموقع : https://hmma.ahlamontada.com

    القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها Empty رد: القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها

    مُساهمة من طرف حسن رضوان الأحد يونيو 21, 2009 2:59 am

    وبعضهم
    ينادي من مكان بعيد وفي أمصار متباعدة يا رسول الله انصرني ونحو هذا،
    وبعضهم يقول عند قبره: يا رسول الله اشف مريضي، يا رسول الله: المدد
    المدد، انصرنا على أعدائنا، أنت تعلم ما نحن فيه، انصرنا على أعدائنا.
    والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، إذ لا يعلم الغيب إلا الله
    سبحانه، هذا من الشرك القولي والعملي، وإذا اعتقد مع ذلك أن هذا جائز وأنه
    لا بأس به صار شركاً قولياً وفعلياً وعقدياً نسأل الله العافية من ذلك.
    وهذا واقع في دول وبلدان كثيرة، وكان واقعاً في هذه البلاد، كان واقعاً في
    الرياض والدرعية قبل قيام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فقد
    كانت لهم آلهة في الرياض والدرعية وغيرهما، أشجار تعبد من دون الله، وأناس
    يقال: إنهم من الأولياء يعبدونهم مع الله، وقبور تعبد مع الله.

    وكان قبر زيد بن الخطاب
    رضي الله عنه موجوداً في الجبيلة حيث قتل في حروب الردة أيام مسيلمة، كان
    قبره يعبد من دون الله حتى هدم ذلك القبر ونسي اليوم والحمد لله بأسباب
    دعوة الشيخ محمد قدس الله روحه وجزاه عنا وعن المسلمين أفضل الجزاء.

    وقد كان في نجد والحجاز من
    الشرك العظيم والاعتقادات الباطلة، ودعوة غير الله ما لا يعد ولا يحصى،
    فلما جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في النصف الثاني من القرن
    الثاني عشر، أي قبل ما يزيد عن مائتي سنة، دعا إلى الله، وأرشد الناس،
    فعاداه كثير من العلماء الجهلة وأهل الهوى، لكن الله أيده بعلماء الحق،
    وبآل سعود - رحم الله الجميع - فدعا إلى الله، وأرشد الناس إلى توحيد
    الله، وبين لهم أن عبادة الجن والأحجار والأولياء والصالحين وغيرهم شرك من
    عمل الجاهلية، وأنها أعمال أبي جهل وأمثاله من كفار قريش في عبادتهم اللات
    والعزى، ومناة، وعبادة القبور، هذه هي أعمالهم، فبين رحمه الله للناس،
    وهدى الله على يديه من هدى، ثم عمت الدعوة بلاد نجد والحجاز وبقية الجزيرة
    العربية، وانتشر فيها التوحيد والإيمان، وترك الناس الشرك بالله وعبادة
    القبور والأولياء بعد أن كانوا يعبدونها إلا من رحم الله، بل كان بعضهم
    يعبد أناساً مجانين لا عقول لهم ويسمونهم أولياء، وهذا من عظيم جهلهم الذي
    كانوا واقعين فيه.

    ومنها الردة بالشك:
    عرضنا للردة التي تكون
    بالقول، والردة بالعمل، والردة بالعقيدة، أما الردة بالشك فمثل الذي يقول:
    أنا لا أدري هل الله حق أم لا؟ أنا شاك، هذا كافر كفر شك، أو قال: أنا لا
    أعلم هل البعث حق أم لا؟ أو قال: أنا لا أدري هل الجنة والنار حق أم لا؟
    أنا لا أدري، أنا شاك.

    فمثل هذا يستتاب، فإن تاب وإلا قتل كافراً لشكه فيما هو معلوم من الدين بالضرورة وبالنص والإجماع.
    فالذي يشك في دينه ويقول:
    أنا لا أدري هل الله حق؟ أو هل الرسول حق؟ وهل هو صادق أم كاذب؟ أو قال:
    لا أدري هل هو خاتم النبيين؟ أو قال: لا أدري مسيلمة كاذب أم لا؟ أو قال:
    ما أدري هل الأسود العنسي - الذي ادعى النبوة في اليمن - كاذب أم لا؟ هذه
    الشكوك كلها ردة عن الإسلام، يستتاب صاحبها ويبين له الحق، فإن تاب وإلا
    قتل. ومثل لو قال: أشك في الصلاة هل هي واجبة أم لا؟ أو الزكاة هل هي
    واجبة أم لا؟ وصيام رمضان هل هو واجب أم لا؟ أو شك في الحج مع الاستطاعة
    هل هو واجب في العمر مرة أم لا؟ فهذه الشكوك كلها كفر أكبر يستتاب صاحبها،
    فإن تاب وآمن وإلا قتل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
    ((من بدل دينه فاقتلوه)) رواه البخاري في الصحيح[24].
    فلا بد من الإيمان بأن هذه
    الأمور - أعني الصلاة والزكاة والصيام والحج - كلها حق وواجب على المسلمين
    بشروطها الشرعية، هذا الذي تقدم هو القسم الأول من القوادح، وهو القسم
    الذي ينقض الإسلام ويبطله، ويكون صاحبه مرتداً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل.

    أما النوع الثاني: فهو وجود القوادح دون الكفر، لكنها تضعف الإيمان وتنقصه، وتجعل صاحبها معرضاً للنار وغضب الله، لكن لا يكون صاحبها كافراً.
    وأمثلة ذلك كثيرة منها:
    الزنا إذا آمن أنه حرام ولم يستحله، بل يزني ويعلم أنه عاص، هذا لا يكون
    كافراً وإنما يكون عاصياً، لكن إيمانه ناقص، وهذه المعصية قدحت في عقيدته
    لكن دون الكفر، فلو اعتقد أن الزنا حلال صار بذلك كافراً.

    وهكذا لو قال: السرقة
    حلال، أو ما أشبه ذلك، يكون كافراً؛ لأنه استحل ما حرم الله، وكذلك الغيبة
    والنميمة وعقوق الوالدين وأكل الربا وأشباه ذلك، كل هذه من القوادح في
    العقيدة المضعفة للدين والإيمان.

    وهكذا البدع، وهي أشد من المعاصي، فالبدع في الدين تضعف الإيمان، ولا تكون ردة ما لم يوجد فيها شرك.

    حسن رضوان
    حسن رضوان
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 600
    نقاط : 7082
    تاريخ التسجيل : 27/03/2009
    العمر : 55
    الموقع : https://hmma.ahlamontada.com

    القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها Empty رد: القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها

    مُساهمة من طرف حسن رضوان الأحد يونيو 21, 2009 3:00 am

    ومن أمثلة ذلك: بدعة
    البناء على القبور، كأن يبني على القبر مسجداً أو قبة، فهذه بدعة تقدح في
    الدين وتضعف الإيمان، لكن إذا بناها وهو لا يعتقد جواز الكفر بالله، ولم
    يقترن بذلك دعاء الميتين والاستغاثة بهم والنذر لهم، بل ظن أنه بفعله هذا
    يحترمهم ويقدرهم، فهذا العمل حينئذ ليس كفراً، بل بدعة قادحة في الدين
    تضعف الإيمان وتنقصه، ووسيلة إلى الشرك.

    ومن أمثلة البدع: بدعة
    الاحتفال بالمولد النبوي حيث يحتفل بعض الناس في الثاني عشر من ربيع الأول
    بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا العمل بدعة لم يفعله النبي صلى الله
    عليه وسلم ولا أصحابه ولا خلفاؤه الراشدون، ولم يفعلها أهل القرن الثاني
    ولا الثالث، بل هذه بدعة محدثة
    [25].
    أو الاحتفال بمولد البدوي،
    أو عبد القادر الجيلاني، أو غيرهما، فالاحتفال بالموالد بدعة من البدع،
    ومنكر من المنكرات التي تقدح في العقيدة؛ لأن الله ما أنزل بها من سلطان،
    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    ((وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)) رواه مسلم[26]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته[27]، أي فهو مردود عليه، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) خرجه مسلم في صحيحه[28]، وقال: ((إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))[29]،
    فالبدع من القوادح في الدين التي دون الكفر، إذا لم يكن فيها كفر، أما إذا
    كان في الاحتفال بالمولد دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به
    وطلبه النصر صار شركاً بالله، وكذا دعاؤهم يا رسول الله انصرنا، المدد
    المدد يا رسول الله، الغوث الغوث، أو اعتقادهم أن الرسول صلى الله عليه
    وسلم يعلم الغيب أو غيره، كاعتقاد بعض الشيعة في علي والحسن والحسين أنهم
    يعلمون الغيب، كل هذا شرك وردة عن الدين، سواء كان في المولد أو في غير
    المولد.

    ومثل هذا قول بعض الرافضة: إن أئمتهم الإثني عشر يعلمون الغيب، وهذا كفر وضلال وردة عن الإسلام؛ لقوله تعالى: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ[30]، أما إذا كان الاحتفال بمجرد قراءة السيرة النبوية، وذكر ما جرى في مولده وغزواته، فهذا بدعة في الدين تنقصه ولكن لا تنقضه.
    ومن البدع: ما يعتقده بعض الجهال في شهر صفر من أنه لا يسافر فيه، فيتشاءمون به[31]، وهذا جهل وضلال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هامة)) متفق على صحته، وزاد مسلم: ((ولا نوء ولا غول))[32]؛ لأن اعتقاد العدوى والطيرة والتعلق بالأنواء، أو الغول[33]، كل هذه من أمور الجاهلية التي تقدح في الدين.
    ومن زعم أن هناك عدوى فهذا
    باطل، ولكن الله جعل المخالطة لبعض المرضى قد تكون سبباً لوجود المرض في
    الصحيح، ولكن لا تعدي بطبعها، ولما سمع بعض العرب قول النبي صلى الله عليه
    وسلم:
    ((لا عدوى..)) قال: يا رسول الله الإبل تكون في الرمال كأنها الظباء فإذا دخلها الأجرب أجربها، قال صلى الله عليه وسلم ((فمن أعدى الأول))[34] أي: من الذي أنزل الجرب في الأول[35]. فالأمر بيد الله سبحانه وتعالى إذا شاء أجربها بسبب هذا الجرب، وإن شاء لم يجربها. وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يوردن ممرض على مصح))[36]
    يعني لا توردوا الإبل المريضة على الصحيحة، بل تكون هذه على حدة وهذه على
    حدة، وذلك من باب اتقاء الشر والبعد عن أسبابه، وإلا فالأمور بيد الله، لا
    يعدي شيء بطبعه إنما هو بيد الله:
    قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا[37]،
    فالخلطة من أسباب وجود المرض فلا تنبغي الخلطة، فالأجرب لا يخالط الصحيح،
    هكذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من باب الاتقاء والحذر من أسباب
    الشر، لكن ليس المعنى أنه إذا خالط فإنه سيعدي لا، قد يعدي وقد لا يعدي،
    والأمر بيد الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:
    ((فمن أعدى الأول؟)).
    ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم: ((فر من المجذوم فرارك من الأسد))[38]،
    والمقصود: أن تشاؤم أهل الجاهلية بالعدوى وبالتطير أو الهامة وهي روح
    الميت، يقولون: إنها تكون كأنها طائر حول قبره يتشاءمون بها، وهذا باطل لا
    أصل له، وروح الميت مرتهنة بعمله إما في الجنة أو النار.

    والطيرة والتشاؤم
    بالمرئيات والسمعيات من عمل الجاهلية، حيث كانوا يتشاءمون إذا رأوا شيئاً
    لا يناسبهم مثل الغراب، أو الحمار الأسود، أو مقطوع الذنب، أو ما أشبه
    ذلك، فيتشاءمون به، هذا من جهلهم وضلالهم، قال الله جل وعلا في الرد
    عليهم:
    أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ[39]،
    فالله بيده الضر والنفع، وبيده العطاء والمنع، والطيرة لا أصل لها، ولكنه
    شيء يجدونه في صدورهم ولا حقيقة له، بل هو شيء باطل، ولهذا قال صلى الله
    عليه وسلم:
    ((لا طيرة))،
    ولذا يجب على المسلم إذا رأى ما يتشاءم به ألا يرجع عن حاجته، فلو خرج
    ليسافر وصادفه حمار غير مناسب، أو رجل غير مناسب أو ما أشبه ذلك، فلا
    يرجع، بل يمضي في حاجته ويتوكل على الله، فإن رجع فهذه هي الطيرة، والطيرة
    قادحة في العقيدة ولكنها دون الشرك الأكبر، بل هي من الشرك الأصغر.

    وهكذا سائر البدع كلها من
    القوادح في العقيدة، لكنها دون الكفر، إن لم يصاحبها كفر. فهذه البدع مثل
    بدعة الموالد، والبناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، ومثل صلاة
    الرغائب هذه كلها بدع، والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج التي يحددونها
    بسبع وعشرين من رجب، هذه بدعة ليس لها أصل، وبعض الناس يحتفل بليلة النصف
    من شعبان ويعمل فيها أعمالاً يتقرب بها، وربما أحيا ليلها أو صام نهارها
    يزعم أن هذا قربة، فهذا لا أصل له، والأحاديث فيه غير صحيحة، بل هو من
    البدع.
    حسن رضوان
    حسن رضوان
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 600
    نقاط : 7082
    تاريخ التسجيل : 27/03/2009
    العمر : 55
    الموقع : https://hmma.ahlamontada.com

    القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها Empty رد: القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها

    مُساهمة من طرف حسن رضوان الأحد يونيو 21, 2009 3:00 am

    والجامع
    في هذا أن كل شيء من العبادات يحدثه الناس ولم يأمر به الرسول صلى الله
    عليه وسلم ولم يفعله ولم يقره فهو بدعة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم
    قال:
    ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، وقال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، وكان يقول في خطبة الجمعة: ((وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة))[40] يحذر الناس من البدع ويدعوهم إلى لزوم السنة صلى الله عليه وسلم.
    فالواجب على أهل الإسلام أن يلزموا الإسلام ويستقيموا عليه، وفي هذا كفايتهم وكمالهم، فليسوا بحاجة إلي بدع، يقول الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[41]، فالله أكمل الدين وأتمه بحمده وفضله، فليس الناس بحاجة إلى بدع يأتون بها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ))[42].
    فليس الناس بحاجة إلى بدع
    زيد وعمرو، بل يجب التمسك بما شرعه الله، والسير على منهج الله، والوقوف
    عند حدوده، وترك ما أحدثه الناس، كما قال الله سبحانه وتعالى ذماً للبدع
    وأهلها:
    أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ[43].
    وفق الله الجميع لما فيه
    الخير، وأصلح أحوال المسلمين، ووفقهم للفقه في دينه، وجنبهم أسباب الزيغ
    والضلال والانحراف، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه وأتباعهم
    بإحسان إلى يوم الدين.

    [1] سورة آل عمران الآية 19.
    [2] سورة المائدة الآية 3.


    [3] سورة آل عمران الآية 58.


    [4]
    جزء من حديث رواه البخاري (3442، 3443)، ومسلم (2365) (143، 144، 145)
    وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال في (مختار الصحاح): بنو
    العلات: أولاد الرجل من نسوة شتى، سميت بذلك لأن الذي تزوج أخرى على أولى
    قد كانت قبلها ناهل، ثم علَّ من هذه، والعلل: الشرب الثاني، يقال عَلَلُ
    بعد نهل ا. هـ. قال الحفظ ابن حجر رحمه الله: (معنى الحديث: أن أصل دينهم
    واحد وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع) انظر فتح الباري (6/ 489).


    [5] سورة المائدة الآية 48.


    [6] سورة الأعراف الآية 157.


    [7] سورة الحج الآية 78.


    [8] جزء من حديث رواه البخاري (335، 438، 3122)، ومسلم (521).


    [9] سورة البقرة الآية 185.


    [10] سورة الحج الآية 62.


    [11] صحيح البخاري (8/ 139).


    [12] صحيح البخاري (3017).


    [13] صحيح البخاري (6923)، صحيح مسلم (1733، 15)، واللفظ هنا لمسلم في (باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها)، من كتاب الإمارة.


    [14] صحيح البخاري (3017).


    [15] المسند (5/ 346)، سنن الترمذي (2623)، سنن النسائي (1/ 231، 232)، سنن ابن ماجه (1079) من حديث بريدة رضي الله عنه.


    [16]
    صحيح مسلم، كتاب الإيمان 35 ـ باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة
    برقم (86)، ورواه الإمام أحمد بلفظ)) بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك
    الصلاة)) المسند (3/ 389)

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد يوليو 07, 2024 9:51 am