القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها
-من إملاءات سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله-
-من إملاءات سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله-
الحمد
لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على
عبده ورسوله وخليله، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد
الله، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين،
لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على
عبده ورسوله وخليله، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد
الله، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين،
أما بعد:
فلا ريب أن سلامة العقيدة
أهم الأمور، وأعظم الفرائض، ولهذا رأيت أن يكون عنوان هذه الكلمة:
"القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها".
العقيدة: هي ما يعتقده الإنسان ويدين به من خير وشر، من فساد وصلاح.
فلا ريب أن سلامة العقيدة
أهم الأمور، وأعظم الفرائض، ولهذا رأيت أن يكون عنوان هذه الكلمة:
"القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها".
العقيدة: هي ما يعتقده الإنسان ويدين به من خير وشر، من فساد وصلاح.
والمطلوب:
هو التمسك بالعقيدة الصحيحة، وما يجب على العبد في ذلك؛ لأن في هذا العالم
عقائد كثيرة، كلها فاسدة إلا العقيدة التي جاء بها كتاب الله، وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم، وهي العقيدة الإسلامية الصافية النقية من شوائب الشرك
والبدع والمعاصي، هذه هي العقيدة التي جاء بها كتاب الله، ودلت عليها سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الإسلام.
قال الله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[1]، وقال عز وجل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[2]. فالإسلام هو دين الله لا يقبل من أحد سواه، قال الله عز وجل: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[3]، وهو دين الأنبياء كلهم.
فهو دين آدم أبينا عليه
الصلاة والسلام، وهو دين الأنبياء بعده نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى،
وداود، وسليمان، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، ودين غيرهم من الأنبياء عليهم
الصلاة والسلام، وهو دين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي بعثه الله
به للناس عامة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد))[4]، وفي لفظ: ((أولاد علّات))
والمعنى: أن دين الأنبياء واحد وهو توحيد الله، والإيمان بأنه رب
العالمين، وأنه الخلاق العليم، وأنه المستحق للعبادة دون كل ما سواه،
والإيمان بالآخرة والبعث والنشور، والجنة والنار والميزان، وغير هذا من
أمور الآخرة، أما الشرائع فهي مختلفة، وهذا معنى "أولاد علّات" أولاد
لضرّات، كنى بهذا عن الشرائع، كما قال سبحانه: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا[5]. إخوة الأب: أبوهم واحد وأمهاتهم متفرقات، هكذا الأنبياء دينهم واحد وهو توحيد الله والإخلاص له.
وهو معنى "لا إله إلا
الله"، وهو إفراد الله بالعبادة، والإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله،
وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وما يتفرع بعد ذلك من البعث والنشور،
والجنة والنار، والميزان والحساب والصراط، وغير هذا.
هكذا الأنبياء دينهم واحد،
كلهم جاءوا بهذا الأمر - عليهم الصلاة والسلام - ولكن الشرائع تفرقت،
بمثابة الأولاد لأمهات العلات، فشريعة التوراة فيها ما ليس في شريعة
الإنجيل، وفي الشرائع التي قبلها أشياء ليست فيها، وفي شريعة نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم أشياء غير ما في التوراة والإنجيل، فقد يسر الله على
هذه الأمة وخفف عنها الكثير، كما قال جل وعلا: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ[6]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((بعثت بالحنيفية السمحة))، فالله بعثه بشريعة سمحة ليس فيها آصار، وليس فيها أغلال، وليس فيها حرج، كما قال سبحانه: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ[7]،
كان أتباع الشرائع الماضية قبل شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم لا يتيممون
عند فقد الماء، بل يؤخرون الصلوات ويجمعونها حتى يجدوا الماء، ثم يتوضئون
ويصلون، وجاء في هذه الشريعة المحمدية التيمم، فمن عدم الماء أو عجز عنه
تيمم بالتراب وصلى، وجاء في ذلك أنواع كثيرة من التيسير والتسهيل.
وكان كل نبي يبعث إلى قومه
خاصة، وبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة، إلى الجن
والإنس، والعرب والعجم، وجعله الله خاتم الأنبياء. وكان من قبلنا لا يصلون
إلا في بيعهم ومساجدهم ومحلات صلاتهم، أما في هذه الشريعة المحمدية فإنك
تصلي حيث كنت، في أي أرض الله حضرت الصلاة صليت، في أي أرض الله من
الصحاري والقفار، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً))[8].
فالشريعة الإسلامية التي
جاء بها نبينا صلى الله عليه وسلم شريعة واسعة ميسرة ليس فيها حرج ولا
أغلال، ومن ذلك المريض لا يلزمه الصوم، بل له أن يفطر ويقضي، والمسافر
يقصر الصلاة الرباعية، ويفطر في رمضان، ويقضي الصوم، كما قال الله عز وجل:
وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[9]،
والمصلي إن عجز عن القيام صلى قاعداً، وإن عجز عن القعود صلى على جنبه،
وإن عجز عن الصلاة على جنبه صلى مستلقياً، كما صحت بذلك السنة عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا لم يجد من الأكل ما يسد رمقه من الحلال جاز له أن يأكل من الميتة ونحوها ما يسد رمقه حتى لا يموت.
فالعقيدة الإسلامية هي
توحيد الله والإخلاص له سبحانه، والإيمان به، وبرسله، وبكتبه، وبملائكته،
وباليوم الآخر من البعث والنشور، ومن الجنة والنار وغير ذلك من أمور
الآخرة، والإيمان بالقدر خيره وشره، وأنه سبحانه قدر الأشياء، وعلمها
وأحاط بها، وكتبها عنده سبحانه وتعالى. ومن أركان الإسلام الصلاة،
والزكاة، والصيام، والحج. ومن واجباته وفرائضه الجهاد في سبيل الله،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وصدق
الحديث، وأداء الأمانة، إلى غير ذلك.
هو التمسك بالعقيدة الصحيحة، وما يجب على العبد في ذلك؛ لأن في هذا العالم
عقائد كثيرة، كلها فاسدة إلا العقيدة التي جاء بها كتاب الله، وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم، وهي العقيدة الإسلامية الصافية النقية من شوائب الشرك
والبدع والمعاصي، هذه هي العقيدة التي جاء بها كتاب الله، ودلت عليها سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الإسلام.
قال الله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[1]، وقال عز وجل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[2]. فالإسلام هو دين الله لا يقبل من أحد سواه، قال الله عز وجل: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[3]، وهو دين الأنبياء كلهم.
فهو دين آدم أبينا عليه
الصلاة والسلام، وهو دين الأنبياء بعده نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى،
وداود، وسليمان، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، ودين غيرهم من الأنبياء عليهم
الصلاة والسلام، وهو دين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي بعثه الله
به للناس عامة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد))[4]، وفي لفظ: ((أولاد علّات))
والمعنى: أن دين الأنبياء واحد وهو توحيد الله، والإيمان بأنه رب
العالمين، وأنه الخلاق العليم، وأنه المستحق للعبادة دون كل ما سواه،
والإيمان بالآخرة والبعث والنشور، والجنة والنار والميزان، وغير هذا من
أمور الآخرة، أما الشرائع فهي مختلفة، وهذا معنى "أولاد علّات" أولاد
لضرّات، كنى بهذا عن الشرائع، كما قال سبحانه: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا[5]. إخوة الأب: أبوهم واحد وأمهاتهم متفرقات، هكذا الأنبياء دينهم واحد وهو توحيد الله والإخلاص له.
وهو معنى "لا إله إلا
الله"، وهو إفراد الله بالعبادة، والإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله،
وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وما يتفرع بعد ذلك من البعث والنشور،
والجنة والنار، والميزان والحساب والصراط، وغير هذا.
هكذا الأنبياء دينهم واحد،
كلهم جاءوا بهذا الأمر - عليهم الصلاة والسلام - ولكن الشرائع تفرقت،
بمثابة الأولاد لأمهات العلات، فشريعة التوراة فيها ما ليس في شريعة
الإنجيل، وفي الشرائع التي قبلها أشياء ليست فيها، وفي شريعة نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم أشياء غير ما في التوراة والإنجيل، فقد يسر الله على
هذه الأمة وخفف عنها الكثير، كما قال جل وعلا: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ[6]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((بعثت بالحنيفية السمحة))، فالله بعثه بشريعة سمحة ليس فيها آصار، وليس فيها أغلال، وليس فيها حرج، كما قال سبحانه: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ[7]،
كان أتباع الشرائع الماضية قبل شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم لا يتيممون
عند فقد الماء، بل يؤخرون الصلوات ويجمعونها حتى يجدوا الماء، ثم يتوضئون
ويصلون، وجاء في هذه الشريعة المحمدية التيمم، فمن عدم الماء أو عجز عنه
تيمم بالتراب وصلى، وجاء في ذلك أنواع كثيرة من التيسير والتسهيل.
وكان كل نبي يبعث إلى قومه
خاصة، وبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة، إلى الجن
والإنس، والعرب والعجم، وجعله الله خاتم الأنبياء. وكان من قبلنا لا يصلون
إلا في بيعهم ومساجدهم ومحلات صلاتهم، أما في هذه الشريعة المحمدية فإنك
تصلي حيث كنت، في أي أرض الله حضرت الصلاة صليت، في أي أرض الله من
الصحاري والقفار، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً))[8].
فالشريعة الإسلامية التي
جاء بها نبينا صلى الله عليه وسلم شريعة واسعة ميسرة ليس فيها حرج ولا
أغلال، ومن ذلك المريض لا يلزمه الصوم، بل له أن يفطر ويقضي، والمسافر
يقصر الصلاة الرباعية، ويفطر في رمضان، ويقضي الصوم، كما قال الله عز وجل:
وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[9]،
والمصلي إن عجز عن القيام صلى قاعداً، وإن عجز عن القعود صلى على جنبه،
وإن عجز عن الصلاة على جنبه صلى مستلقياً، كما صحت بذلك السنة عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا لم يجد من الأكل ما يسد رمقه من الحلال جاز له أن يأكل من الميتة ونحوها ما يسد رمقه حتى لا يموت.
فالعقيدة الإسلامية هي
توحيد الله والإخلاص له سبحانه، والإيمان به، وبرسله، وبكتبه، وبملائكته،
وباليوم الآخر من البعث والنشور، ومن الجنة والنار وغير ذلك من أمور
الآخرة، والإيمان بالقدر خيره وشره، وأنه سبحانه قدر الأشياء، وعلمها
وأحاط بها، وكتبها عنده سبحانه وتعالى. ومن أركان الإسلام الصلاة،
والزكاة، والصيام، والحج. ومن واجباته وفرائضه الجهاد في سبيل الله،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وصدق
الحديث، وأداء الأمانة، إلى غير ذلك.